ألا هبي بصحنك وأصبحينا...ومن معين الوفاء زيدي الكأس واسقينا...
ومن خمره حبك لا تحرمينا...
فإنا رغم خطرها بتنا عليها مدمنينا...
ألا يا عذراء الأوسط هل تسمعينا...
يا من أعييتي أوتار الصوت في حناجر ألعاشقينا...
وبَدَل الغِناء..أصبح يُسمعُ لها أنينا...
وي كأن البلابل لها نحيبٌ إذا ذكركِ ألذاكرينا...
وتكسرت العيدان بين أيدي ألمُلَحِنينا...
وتاهت في بحور الشعر كل مراكب المتغزلينا...
وضاعت المرساة قبل أن يضيعوا ألملاحينا...
كأن بحرك لُجِيٌ يُكَسِرُ المقاذيف بين أيدي ألصيادينا...
وأظلمت أيامنا بعدك وقد كانت بيضاً ليالينا...
وبعدما كانت ربوعك جنات من نخيل وعنب ويقطينا...
أصبحت سدرتها والكوثر العذب ،زَقوماً وغِسلينا...
والذي كان بالأمس يضحكنا بات اليوم على حالك يُبكينا...
والذي كان يكفر بأنعُمَكِ أصبح يصلي الفجر فينا...
فكثر البكاء والأنين وجف الدمع في مآقينا...
فلا فراق الأحبة يرحمنا ولا النوم بأحضانك يواسينا...
ألا يا يوسف الملقى في غياهب الجب.!خانوا العهد وأنت لن تخونا...
ورضيت بالسجن ولن ترضى برغد عيش الأرذلينا...
ألا بالله عليك نبئنا متى ستنتهي هذه ألسنينا...
ويأتي العام الذي يغاث به الناس...!من وطئت جور ألحاقدينا...
ونعصر الحب من عناقيد كرامة ألمخلصينا...
ونشم ريح العطور من عبق أرج الورود والريا حينا...
ويا ابن عمران اضرب بعصاك الحجر لتفجر لنا عيونا...
نشرب ونسقي الظمأنينا ويغاث بمائها المستغيثينا...
واضمم يدك ليد ابن مريم رفقاً ورحمةً فينا...
عسى وعلا بمسحةٍ..!! من داء (الأنا) تشفينا...
ونرجع لسابق عهدنا إخواناً متحابينا...
ونرسم على لوحة التاريخ موناليزا كرامة ألعاشقينا...
ونسطر على صفحته أجمل ما قيل في الهائمينا...
فيسعد الناظر والقارئ من الجيل الذي يلينا...
ونكون المشرق لشمسهم إذا أغربت خلف وادينا...
والكواكب في سمائهم يهتدي بنا الساريينا...
والمنارة على شاطئهم إذا ببحر التيه غدوا حائرينا...
ألا يا عذراء الأوسط بين أزهار ربوعك احضنينا...
ألا يا عذراء الأوسط من نهد عزك أرضعينا...
لبن العزة والشهامة خالصاً صائغاً للشاربينَ...
فيطمئن القلب بالحشى بين الأضلع والشرايينا...
وبالله التوفيق
النسـ(الابيض)ـر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق