الاثنين، 20 يونيو 2011

الرحيل


سأرحل يا صغيرتي عن هذه الحياة...
على متن الكواكب إلى ما وراء المجرات...
وسأتزود بشيء من الورد وبعض الزهرات...
لتكون لي عوناً على أيامي الأخريات...
وسأزرع بعضها على حافة الطرقات...
لتهتدي بها..!! وتكون لكِ إلى شاطئي علامات...
ونلتقي يا صغيرتي بعد الشتات...
على شاطئ العاشقات الصغيرات...
فلا تبكي يا صغيرتي وحافظي على تلك الدمعات...
بين مآقي عيناكِ الجميلات...
إني أولى منكِ بالدمع جفوناً ومقلات...
ولقد بكيت الدمع كلهُ عبر دجله والفرات...
فسالت به أوديه إلى البحار والمحيطات...
وتفجرت عيوناً بين الأحجار لتجعل الصخر فتات...
فتحمل ذالك الفتات تلك الأيادي الناعمات...
لتلقي بها فتُكَسِر الأيادي العابثات...
ولا تحزني فتحن لأنينك النحلات...
وتكف عن الرقص فوق الورود والزهرات...
وتبكي البلابل فوق الشجيرات...
وتتخلى الأسود عن ملكيتها للغابات...
وتسكن الريح وتتعطل في البحار كل الجوار المنشآت...
وتتوقف في البرية إجلالا لتلك الأيدي، كل الخافقات...
وتضع السناجب عن رؤوسها احتراما كل القبعات...
وتنحني أمامها كل الزرافات...
وتحكي ريم الفلاة عنكِ في الورى حكايات...
فتبسمي يا صغيرتي رفقاً بكل هذه الكائنات...
 تبسمي يا صغيرتي فبسمتك تصنع المعجزات...
تبسمي فبسمتك تبعث في نفسي روح الثبات...
تبسمي فبسمتك تحيي العظام وهي رميم بعد الممات...
تبسمي فبسمتك تجعل الماء الأجاج كوثراً عذباً فرات...
والصحراء القاحلة خضراء، وانهاراً وجنات...
تبسمي فبسمتك تعيد لذهني أجمل الذكريات...
تبسمي فبسمتك كالبدر بين الكواكب والنجوم السابحات...
تبسمي ودعي النور يشع من بين تلك الشفاه الصغيرات...
لينير لي دربي وأنا اسري في بحور الظلمات...
ويرسم على صفحة وجهك أحلى اللوحات...
فيطمئن قلبي وتقر عيني بتلك اللمحات...
وانسي ما مضى فان غداً لا ريب آتٍ آتْ...
لنحيا الحب كلهُ في جنة القربات...
عند الذي أوجد من عدم كل المخلوقات...
بعدما حيا من حيا ومات من مات...
والقي من القي في جهنم وفاز من فاز في الجنات...
وبالله التوفيق.
النـ(الابيض)سر.