السبت، 30 يوليو 2011

عجوز شمطاء


الأرض موطن الأشرار الجحود...
وما تبسمت يوماً لحرٍ ودود...
تبدي زينتها كأنها دار الخلود...
وتحتضن كل شيطانٍ بالشهاب مطرود...
جرى خلفها كل مفتون كأنها الكنز المفقود...
وما أصاب منها ورد ولا وارد ولا مورود...
ولن تخلفه إلا بالذل والهوان ومن رحمة الله مطرود...
بغيضةً لا تكرم كريماً ولا أم ولا والد ولا مولود...
نزل بواديها كل مجاهد يطمح بفك القيود...
يتفادى بنفسه وماله كل عقبةٍ كئود...
فتبادره بكرمها بوضع السدود...
وتلاحقه ألمنيه ولن يدري أيان اليوم الموعود...
فحار بتقلب حالها كل حليم كأنها دائمة الوجود...
وما عاهدها احد إلا وخانت كل العهود...
فتباً لكِ يا دنيا أو سلام عليك غير مردود...
فلا أبالي إذا مت أو عشت لغدٍ مشهود...
ولا احفل بأحد من اهلك وما لي فيك غرساً ولا مجهود...

وشدي الوثاق حول معصمي وابذلي في اسري كل مجهود...
وابني القلاع حولي وطوقيني بالبنادق والجنود...
لا وألف لا اركع لكِ ولا أطالب بفك القيود...


فهذه أنت عجوزاً شمطاء تزينت بأحمر الشفاه وطلي الخدود...
خدعتي بلقيس وزهت عنك نفس سليمان ابن داؤود...
وطلب يدك أبا جهل وطلقكِ صاحب اللواء المعقود...
وما ضر الكريم إن انتهيتِ أو بقيتي عشرات العقود...
سواءً هي أيامك إذا مات احد صبحاً أمسى أخر بمولود...
وإذا اسقط الخريف أوراق الشجر أمطرت وجاء الربيع بازهاراً وورود...
وهذه الخلائق فوقكِ غدت بين متحرك وأخر اثر القعود...
يمنيهم الأمل كالظل تحت الأشجار ممدود...
وإذا زاغت الشمس زاغ كأنه لم يكن موجود...
فيا حسرةً على العباد كم أعياهم وخدعهم سراب الخلود...
وبالله التوفيق.
النـ(الابيض)ـسر.