حبيبي على الدنيا لؤلؤاً ولألاء...
كالشمس له ضوءاً وضوضاء...
ووجهه الوضاح كالبدر يسبح في الفضاء...
سما برجه ُ فوق الجوزاء والعذراء...
مكللاً بتاج التقى والعفة والنقاء...
يمشي الهوينه مثل ريم الفلاة في الصحراء...
إذا مر بي اذهب عن دربي الشقاء...
مصقول القد كعود البان فيه حراك النبلاء...
وإذا تبسم أعلن الحزن عن قلبي الجلاء...
وأشرق نور السعد بين أضلعي والأحشاء...
ولا يضيق صدري ولا يمل منه الثواء...
مبارك أين ما حل أمير أمراء...
حبيبي ما زادني الحب فيك إلا رفعة ًوعلياء...
فزرني خيالاً ولا تهجر فيقتلني منك الجفاء...
ورجائي إنا كم عذبني طول الرجاء...
وكم بين الباب والمحراب صليت وعززت الدعاء...
ولو بضمة عناق تكرمني عند اللقاء ...
حبيبي على الدنيا أنت الرجاء...
حبيبي على الدنيا من أجلك أثرت البقاء...
وبغيرك لا احفل ولا بمن راح وجاء...
حبيبي على الدنيا أبقاني حلم اللقاء...
وما فارق أجفاني طيفك صبحاً ولا مساء...
وزهى لساني بذكرك بين الأخلاء...
ولا يشغل فكري إلا اسمك دون الأسماء...
وملئت كياني بحبك كل إملاء...
ويوم ناداني داعي الهوى فيك لبيت الدعاء...
وهكذا تمر أيامي بين حنين وشوق ودعاء ورجاء...
كغمامة تحملها الرياح تحت أديم السماء...
ومهجة عيني تدمع بين سراء وضراء...
كموجة في البحر تارةً هادئة وتارة هوجاء...
حبيبي ما أطيب ريحك كالعطر فاح في الفضاء...
وكأنفاس الربى تهب من واحة خضراء...
وكقطر الندى لكل عاشق فيه إهداء...
ألا يا ليل الدجى خيم علينا بزلفه منك أو أناء...
أو انجلي بصبح وما الإصباح منك سواء...
صبحاً يواسينا وصبحاً يفرق بين الأعزاء...
ألا يا نديمي انصفني واملأ كاس العهد بالوفاء...
ولا تذرني مطروحاً على أعتاب الهوان والشقاء...
واجعل الوصل منك كرماً يا أكرم الكرماء...
حبيبي كم طاب لي فيك الفداء...
حبيبي على الدنيا منارة الشرفاء...
يهتدى به في الليلة الظلماء...
وتستنير به قلوب الحكماء...
وكيف لا وأنت أنت حبيبي أبا الزهراء...
صلى عليك الله يا من بعثت للعالمين نوراً وهدى وشفاء من كل داء...
حبيبي بابي أنت وأمي سيدي يا أبا الزهراء....
وبالله التوفيق.
النـ(الابيض)ـسر.