الأربعاء، 17 أغسطس 2011

يا مالك القلب عذرا


يا مالك القلب عذرا...ذاب الفؤاد من طول الهجرا...
وأدركه المشيب وما زال منتظرا...
أيرضيك إذا من الهجر مات قهرا...
وما ضر ولو بالوصال أحييته مره...
أو ببسمةٍ من محياك انتعش يوماً وسرا...
أو بنظرةٍ تملأ الأركان نورا...
أو كلمةً تطفئ لظى الجفى والجورا...
أو تكرمت ومررت ببابهِ مر الكرام مرا...
أو ناديت من خلف الأسوار سراً أو جهرا...
يا أسير العشق ها قد جاءتك ألبشره...
فقم إلى الصلاة والتمس من الحبيب عذرا....
عساه أن يحن أو يستعيد الذكرى...
ذكرى الحب والوفى والإخلاص والبرا....
وينزل بوادي الغرام بين البطحاء والصحرا...
ونستأنف الهيام بين ربوع الرياحين والزهرا....
ونسامر في ليالي الحب النجوم السابحات والقمرا...
ونغض الطرف عن كل حاسدٍ وعذول ،فيموت قهرا...
ونمد يد الهوى لكل محبٍ عاش الغرام في الورى حرا...
وكابد لهيب العشق ولم يهتك له سترا...
وخاض الشوق بكل ثناياه براً وبحرا...
ألا يا لائمي في الهوى العذري عذرا...
لو ذقت من طعم المحبةِ مرةً لالتمست لي ألف عذرا...
ألا يا أهل الهوى لطفاً بحالي وعذرا...
ذاب الفؤاد كأنما مسه شيطاناً وسحرا
ومعللتي كالغمام يستغاث بها فتنزل المطرا...
تسبح في الفلَك بين عطارد والمشتري والزهره...
لا يرقى عنها في المقام لا شمساً ولا بدرا...
مكللة بقوس قزح وريحها فوق المسك والعطرا...
ألا يا أهل الهوى ظمئت في العشق ولم ينزل القطرا...
وأضنى الشوق مضجعي ولم يشرق الفجرا...
وتاه في ليل الهوى مسراي ولم اعدل عن المسرا...
وطفت هائماً في الحب بحراً وبرا...
ونزلت منازل الرهبان متبتلاً ادعوا سراً وجهرا...
كل الخلائق ساجيةَ وما زال يداعب أجفاني السهرا...
وأسكرني كأس الغرام دون خمرا...
وبرمش العين رمتني وعادت الكرى...
فبت على أعتابها مطروحاً من أول نظره...
ألا يا لائمي في الهوى العذري عذرا...
إني متيمَ في هواهم من أوان قيصر وكسرى...
ولن انقض العهد حتى ادخل القبرا...
وبالله التوفيق.
النـ(الابيض)ـسر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق