الجمعة، 30 سبتمبر 2011

قتيل لحظك


بلحظ العين قتلتني سيدتي الحسناء...
وجثةٌ هامدةٌ ألقت بي خارج مملكتها في الخلاء...
دون ذنبٍ ودون تكفينٍ ودون تأبين ودون استفتاء...
وصدت عن خدٍ وجلت عن خد وما قالت إلى اللقاء...
ورجعت أدراجها كرجوع المنتصر على الأعداء...
وما قالت سندعو الزبانية يوم الحشر ولا الحكام ولا الأمراء...
وناديت يا(مها) أهذا عهدك في الحب أم تبخر الحب في الهواء...
أم زاغت الأبصار عنه أوان قيس وليلى في الصحراء...
أم مر بوادينا دون انتباهةٍ منا أم حملته الرياح من فوقنا رخاء...
وهكذا بقيت مطروح أعاني الويل والبعد والشقاء...
لا هجير الشوق يرحمني ولا من تحتي ثرى الرمضاء...
فقلت هنيئاً لك يا(مها)إن كان لك في هذا إرضاء...
أو تباً لك وسحقاً إذا كان في الحكم اعتداء...
سأرتدي ملابس الرهبان وأتبتل منقطعاً عن كل النساء...
واترك حكم الغرام يعذبك ويؤنب قلبك في الأحشاء...
فيذكرني لسانك عنوةً في الهوى أو رثاء...
أو تتكلم جفون عينيكِ عما فعلت وباقي الأعضاء...
وتُبَلِغ عما فعلتِ القاصي والداني في العشق دون استثناء...
وكل الورى حتى يعم خبر قتلي في الهوى العذري كل الأرجاء...
وان عدتي يا(مها) عدنا لنعيش الحب كله بين الأحباء...
حب العاشقين المتيمين ذا الصفاء والنقاء...
لا كدر يشوب صفاه حتى يثني عليه الحساد كل ثناء...
سرمدي ما دامت السماوات والأرض دون حزن ولا عناء...
يشار إليه بالبنان، هذا هو الحب حقاً صدقاً وعدلاً دون إخفاء...
ألا ليت شعري بما فعلت بي (مها) بين الحاء والباء...
وما انصف الدهر بيننا ولا الأحباب ولا الأخلاء...
ودارت الأيام والليالي وتوالت ولم يتم اللقاء...
وخيم ليل البين على قلبي وبدأت رحلة الإسراء...
أتخبط بخطى بعدت عليها الشقة والإقصاء...
أتسائل أين مني فجراً يشرق وجهك فيه بسناء...
ويأتيني الرسول منك بخبرٍ أو إدلاء...
ألا يا (مها) كفي النوى لقد أرهقني الجفاء...
يا ربي بك استغيث فأغثني يا ذا الرجاء...
واليك انبت فاجعل قبولي منك كرماً يا أكرم الكرماء...
ولا تذرني هائماً بمن هو سواك أعاني الويل والشقاء...
واملأ قلبي بحبك وحب حبيبك أبا الزهراء...
إلى يوم ألقاك يا ذا الرضا والثناء...
وبالله التوفيق...
النـ(الابيض)ـسر...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق