غدت كحد السيف أجفانها...
وما تلونت والسواد لون لحظها...
ورمش العين كالسهام بين أقواس أعينها ...
دانت لها اسود الفلاة خوفاً من رميها...
والاحورار سواده كظلام ليلةٍ اشتد ظلامها...
وبياضه كالثلج زين العين وأطرافها ...
وما طرفت أعينها إلا وقطعت أوصال قلبي من حدها... في معشار قلبي أصابتني فجعلتني قتيلها.
وكتمت أنيني خوف أن يقلق مضجعها...
ولملمة جرحي حرصاً أن تراه فيؤلمها...
وجبينها يتلألأ كنجمة الدلال في ليلتها...
والشعر اسود ذا جدائل تربت يد الذي جدلها.
والأنف ميزان صنع ربنا المتعال سبحانه كيف صورها... مزاريب تجني رطب يشفي العليل ويلذ شاربها.... والفم خاتم ذهب وخدودها زينته بحمرتها....
وما بين الشفاه عسل دون خمرةٍ أسكرت شاربها...
والعنق عنق الريم سبحان الذي خلقها...
وعشرةً باثنتين قاتلت النعومة أناملها ...
والقد ميس الريم مصقولةً عوارضها...
ووركين طاف بالبيت المتقاعدين إذا حركتها...
أسرتني وليس بي من جرم إلا أني متيمها...
وقتلتني ولست بقاتل ولكنه القصاص بشرعة حبها....
وسحرتني يوم غدت يشق ناظريا عارضها...
واستأصلت اللب من جوفي لأصبح جثةً فوق تربتها...
لا الهث وراء ذهبٍ وفضةً متبرتاً أيدي جامعها...
إنما ذهبت الروح مني خلف مذهبها...
حبيبي يا نبي الرحمة ورافع رايتها...
قل لي وحقك كيف الخلاص من عِهدتها...
أبا الزهراء يا محرر العبيد من عبوديتها...
ألا بالله حرر معصم قلبي من قيد قيدها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق